التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كيف تعرف حجم وقفك بدقة؟

 

 



⁉️كيف تعرف حجم وقفك بدقة؟

📉 كثير من الأوقاف تُقيّم بناءً على أصولها بطريقة غير منهجية، ولكن في الواقع لا تنعكس هذه الأصول في عوائد إنتاجية.
‼️
والنتيجة؟
 "
وقف ضخم" على الورق، ولكنه متعثر في الأثر والنماء.
وهنا يأتي السؤال 👇
كيف نعرف الوقف المنتج من الوقف المتعثر؟
⬅️ الحل يبدأ بـ"معيار التقييم لحجم الوقف".

🟦 أولاً: كيف نقيس حجم الوقف فعليًا؟
في ظل الحاجة إلى أدوات مالية ذكية تقيس كفاءة الوقف، تم تطوير "معيار التقييم المركب لحجم الوقف"، وهو مقياس أولي يعتمد على المزج بين:
الإيرادات السنوية × 80٪
قيمة الأصول السوقية × 20٪

الصيغة الحسابية:
حجم الوقف الاستثماري=(0.80×الإيرادات)+(0.20×الأصول)

☑️ يُستخدم هذا المعيار لتقدير الحجم الحقيقي للوقف بناءً على إنتاجيته، وليس فقط على القيمة الورقية لأصوله.

🟦 ثانيًا: لماذا هذا المعيار مهم لمؤسستك الوقفية؟
📊 لأنه يغيّر زاوية النظر من "كم تملك؟" إلى "كم تُنتج؟"
ويُستخدم لأغراض حيوية مثل:
١. تحليل كفاءة إدارة الوقف من زاوية مالية واضحة.
٢. توجيه قرارات النظارة وخطط التطوير.
٣. تصنيف الأوقاف بحسب فاعليتها لا حجمها الورقي.
٤. جذب المستثمرين والواقفين والممولين بثقة.
🧭 هذا المعيار يقودنا من الجمود إلى النمو، ومن الشكل إلى الأثر.

🟦 ثالثًا: لا تقع في فخ التقييم الأحادي!
⚠️ المعيار مهم، لكنه ليس كافيًا بمفرده!
فهناك عوامل نوعية وتشغيلية تؤثر على الكفاءة الاستثمارية للوقف، من أبرزها:
١. تنوع المحفظة الاستثمارية: فكلما زاد التنوع قلّ الاعتماد على مصدر واحد، وتراجعت المخاطر.
٢. جودة الحوكمة والحوكمة الاستثمارية: وتعني وجود قرارات رشيدة وسريعة، وأطراً واضحة للمساءلة.
٣. مستوى التكاليف التشغيلية: فكل عائد لا يُنظر إليه بمعزل عن كلفته، والعائد الصافي هو الأهم.
٤. مدى تعامل الناظر مع شروط الواقفين: لأن بعض الشروط قد تقيّد حركة الاستثمار وتقلل من فرص التنويع.
٥. نسبة الأصول المعطلة أو غير المستثمرة: وهذه تمثل عبئًا على الأداء الحقيقي حتى وإن ظهرت ضمن الأصول في الدفاتر.

📍 لذا ينبغي استخدام هذا المعيار كـ"أداة أولى" ضمن أدوات تقييم تشمل مؤشرات العائد الوقفي، والاستدامة، وأثر الوقف على المستفيدين وغير ذلك.

🟦 رابعًا: دراسة حالة تطبيقية لوقف
دعونا نرى كيف يُطبق هذا المعيار في الواقع 👇
الإيرادات السنوية: 2,400,000 ريال
قيمة الأصول السوقية: 18,000,000 ريال
تطبيق المعادلة:
(0.80 × 2.4M) + (0.20 × 18M) = 1.92M + 3.6M = 5.52M
ريال
🔍 التحليل:
رغم أن الوقف يملك 18 مليون ريال، إلا أن كفاءته الاستثمارية تعادل فعليًا فقط 5.52 مليون ريال.
وهذا يكشف أن نسبة استغلال إمكانياته لا تتجاوز 30.6٪.
🚨 الجواب: الوقف يعاني من فجوة كبيرة بين ما يملك وما ينتج، وهو ما يتطلب إعادة النظر في استراتيجية الاستثمار والتشغيل.

💬 تساؤلات أخيرة للتأمل العميق:
📌 هل نقيس أوقافنا بما تستحق فعلاً؟
📌 وهل حان الوقت لاعتماد هذا النوع من المعايير في لوائح الحوكمة والتقارير المالية للأوقاف؟


د. أسامة بن علي الغانم

متخصص في تطوير الأعمال في القطاع غير الربحي والمستشار في الأوقاف والوصايا

0504496494

dr.oalghanem1@gmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التحفيز على تطبيق الحوكمة في الأوقاف

   التحفيز على تطبيق الحوكمة في الأوقاف   تبذل الهيئة العامة للأوقاف -مشكورة- جهوداً في تنظيم كل ما من شأنه الارتقاء بقطاع الأوقاف، ومن آخر مشاريعها المتميّزة: مشروع وثيقة مبادئ حوكمة الأوقاف ، والذي يسعى لتعزيز أفضل ممارسات الحوكمة في المجال الوقفي، وتطوير قواعدها وسياساتها؛ بما يسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية الوقفية، والاستدامة المؤسسية، والآثار الاجتماعية، ويقوّي التكامل بين الجهات الرقابية والتشغيلية؛ لتحقيق الامتثال الفعّال. ودَعَت الهيئة جميع المعنيين بالقطاع الوقفي مشاركتها الرأي في المشروع من خلال رابط المشاركة في منصة استطلاع التابعة للمركز الوطني للتنافسية عبر الرابط التالي: https://t.co/njVkSM4y88 . وقد أرسل إليّ الأخ العزيز مدير الإدارة العامة بوقف الشريف غالب الأستاذ الشريف: محمود بن هاني آل غالب -وفقه الله- بإحسان ظنّ منه في أخيه -جزاه الله خيراً- تعليقه ورأيه المبارك في المشروع -وهو منشور في التعليقات على المشروع في منصة استطلاع-، ورأيتُ ضمن اقتراحاته وضع نظام تصنيف ثلاثي لتحفيز الأوقاف على الالتزام بالحوكمة، ويكون إطاراً تدريجياً لتطبيق مبادئ الح...

من وثيقةِ عمر-رضي الله عنه- إلى وثائقِنا اليوم!

من وثيقةِ عمر-رضي الله عنه- إلى وثائقِنا اليوم يقف الفاروق عمر -رضي الله عنه- على أرض خضراء في خيبر تتلألأ بالنخيل، يتأمل ملكًا نفيسًا وهبه الله له، وقلبه يتوق أن يجعله صدقة جارية لا تنقطع، فيُولّي شطر قلبه إلى رسول الله ﷺ يستشيره، فيجيبه ﷺ بكلمات خالدة: "إن شئت حبّست أصلها، وتصدّقت بها". فكتب عمر -رضي الله عنه- أول وثيقة وقفية مكتوبة في الإسلام، وحدد فيها المقاصد والأغراض، وضبط الشروط والمصارف، ووضع صلاحيات التصرّف؛ ليضع هذا الصحابي الجليل المُلهم حجر الأساس لأعظم نظام استثماري اجتماعي مستدام تعرفه البشرية، وهو: "الوقف". وحين النظر في هذه الوثيقة الوقفية المباركة نجد أنها -في بادئ النظر- ورقة مكتوبة، لكنها -حين التأمل- نواة "حوكمة الأوقاف" الذي ظلّ حاضرًا حتى يومنا هذا. وعندما نقرأ هذه الوثيقة، تتجلى لنا مبادئ ثمانية لا غنى عنها لكل واقفٍ أو ناظرٍ أو مستشار وقفي، وهي: ·       وضوح المقصد: فبدون مقصد محدد تصبح المصارف فضفاضة، ويفتح باب الاجتهاد الخاطئ؛ فيتعثر الوقف، ويضيع الأثر. ·       مرجعية مُعتمدة: فالوثيقة أصل فقهي، ومرجع نظام...

معالم وقفية: وصيةٌ أم وقف!

  وصيةٌ أم وقف! أوقفتُ عملي، واستدرتُ نحو قلمي لأكتب هذه الأسطر؛ لأن الضرورة الفكرية ألجأتني لتدوين الكلمات، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز. العملُ الذي أوقفته كان أيضاً سبباً في جذوة هذا المقال؛ إذ كنت أدرس وثيقة وصية وردتني فيها نزاع وشقاق، وهي الثالثة التي تصلني خلال هذا الأسبوع من الجلسات الاستشارية الوقفية.  والأسئلةُ المبدوء بها: لماذا يلجأ المحسنون إلى الوصية دون الوقف؟ أليست لهم رغبة في البحث عن الأجر الأعظم، والثواب الأدوم؟ ألم يدفعهم الحثّ النبوي على الوصية بكتابتها وإثباتها؟ أوَلَهُم رغبة في نفع ذريتهم، وصلة رحمهم، وامتداد أجرهم بعد موتهم في ميادين البر والإحسان المتنوعة؟ والجواب على كل تلك الأسئلة وغيرها: بلى، ولو تكلم أموات المُوْصِين لصاحوا بها! لا شك أن الوصية لها فضل عظيم لا يخفى، ولكن الوقف أفضل منها، وأجدر بتحقيق جميع ما في نفس الموصي وأكثر، فالوقف فيه اتباع لسنة النبي ﷺ وأصحابه -رضي الله عنهم-، فمن نظر في سيرهم وجد أن الوقف حاضراً في حياتهم، وظاهراً في مسيرة أعمارهم مقارنة بالوصية. كما أن الوقف في حياة المرء فيه مسارعة لرضا الله تعالى، ومسابقة...