التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الإيصال الإعلامي للوقف النوعي

 



الإيصال الإعلامي للوقف النوعي

الإعلام أداة استراتيجية تنمّي الثقافة الوقفية؛ ولتفعيل دوره في جميع المجالات التنموية والاجتماعية والاقتصادية؛ أقيمت ورشة متميّزة بعنوان: "أفكار إعلامية مبتكرة لتحفيز المجتمع على الوقف"، تهدف إلى استنباط أفكار إعلامية نوعية تسهم في تحفيز المجتمع على الوقف، بمشاركة (50) خبيرًا واختصاصيًا في مجالي الأوقاف والإعلام، وذلك ضمن ملتقى التكامل الرابع للجمعيات الوقفية الذي استضافته جمعية منفعة للأوقاف، ويسّرها رئيس مجلس إدارة جمعية دعم الأوقاف الدكتور المبدع: عبدالله بن عبداللطيف الحميدي -وفقه الله-.

والورشة هذه مبادرة رائدة في دمج الإعلام مع الوقف، والنهوض بثقافته من خلال الإعلام، صيغت بشكل علمي متين، وفق محاور متعددة، وعزّزت توصياتها إمكانية الاستفادة منها كنموذج للتوسع في إعلام الأوقاف محليًا وعالميًا، وسترى -أيها الكريم- ذلك خلال قراءتك للتقرير المرفق لك.

وسأشاركك نقاطاً رئيسية تكون تمهيداً لقراءة التقرير:

✔️     الإعلام الوقفي يعاني من ضعف في التوظيف الرقمي، وغياب قصص الأثر، وضعف الاستثمار في الموارد البشرية.

✔️     الورشة قدمت حلولًا واقعية، منها: التفاعل مع الجمهور، والقصص الوقفية، واستخدام الذكاء الاصطناعي، وإشراك المؤثرين.

✔️    وجود فرص استراتيجية كبيرة لتأسيس مركز إعلامي متخصص، وإنشاء أوقاف تدعم صناعة المحتوى.

وليؤدي الإعلام دوره الاستراتيجي المهم في إحياء ثقافة الوقف، وتعزيز أثره في المجتمع؛ يأتي تفعيل توصيات الورشة، وتطوير ما خرجت به من مبادرات إسهامًا نوعيًا في إشراك المجتمع بكافة فئاته في رسالة الوقف السامية، وتحقيق أهدافه ومقاصده.

ولكي أشارك بشيء في هذا التميّز؛ أذكر عدّة اقتراحات:

 (1) تحويل التوصيات إلى خطة عمل تنفيذية ومؤشرات أداء نوعية.

 (2) إنتاج محتوى إعلامي يركز على "الأثر" لا على جمع التبرعات فقط.

 (3) إنشاء وحدات متخصصة للتسويق الاجتماعي للأوقاف في الجمعيات والأوقاف المانحة.

 (4) بناء نماذج التقييم والمتابعة؛ لضمان الاستدامة الإعلامية.

شكر الله لجميع من شارك في هذه الورشة المتميزة -إشرافًا وإعدادًا واستضافة وتيسيرًا وحضورًا ومراجعة-؛ إذ الإعلام ليس أداة توعوية، بل ضرورة استراتيجية لاستدامة رسالة الوقف العظيمة.


*تفضل بقراءة تقرير الورشة على الرابط التالي: 

 https://drive.google.com/file/d/1_MPDDZVlYaRrYYtrAr45YF11ceceKkVa/view?usp=drive_link


د. أسامة بن علي الغانم

متخصص في تطوير الأعمال في القطاع غير الربحي والمستشار في الأوقاف والوصايا

0504496464

dr.oalghanem1@gmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التحفيز على تطبيق الحوكمة في الأوقاف

   التحفيز على تطبيق الحوكمة في الأوقاف   تبذل الهيئة العامة للأوقاف -مشكورة- جهوداً في تنظيم كل ما من شأنه الارتقاء بقطاع الأوقاف، ومن آخر مشاريعها المتميّزة: مشروع وثيقة مبادئ حوكمة الأوقاف ، والذي يسعى لتعزيز أفضل ممارسات الحوكمة في المجال الوقفي، وتطوير قواعدها وسياساتها؛ بما يسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية الوقفية، والاستدامة المؤسسية، والآثار الاجتماعية، ويقوّي التكامل بين الجهات الرقابية والتشغيلية؛ لتحقيق الامتثال الفعّال. ودَعَت الهيئة جميع المعنيين بالقطاع الوقفي مشاركتها الرأي في المشروع من خلال رابط المشاركة في منصة استطلاع التابعة للمركز الوطني للتنافسية عبر الرابط التالي: https://t.co/njVkSM4y88 . وقد أرسل إليّ الأخ العزيز مدير الإدارة العامة بوقف الشريف غالب الأستاذ الشريف: محمود بن هاني آل غالب -وفقه الله- بإحسان ظنّ منه في أخيه -جزاه الله خيراً- تعليقه ورأيه المبارك في المشروع -وهو منشور في التعليقات على المشروع في منصة استطلاع-، ورأيتُ ضمن اقتراحاته وضع نظام تصنيف ثلاثي لتحفيز الأوقاف على الالتزام بالحوكمة، ويكون إطاراً تدريجياً لتطبيق مبادئ الح...

من وثيقةِ عمر-رضي الله عنه- إلى وثائقِنا اليوم!

من وثيقةِ عمر-رضي الله عنه- إلى وثائقِنا اليوم يقف الفاروق عمر -رضي الله عنه- على أرض خضراء في خيبر تتلألأ بالنخيل، يتأمل ملكًا نفيسًا وهبه الله له، وقلبه يتوق أن يجعله صدقة جارية لا تنقطع، فيُولّي شطر قلبه إلى رسول الله ﷺ يستشيره، فيجيبه ﷺ بكلمات خالدة: "إن شئت حبّست أصلها، وتصدّقت بها". فكتب عمر -رضي الله عنه- أول وثيقة وقفية مكتوبة في الإسلام، وحدد فيها المقاصد والأغراض، وضبط الشروط والمصارف، ووضع صلاحيات التصرّف؛ ليضع هذا الصحابي الجليل المُلهم حجر الأساس لأعظم نظام استثماري اجتماعي مستدام تعرفه البشرية، وهو: "الوقف". وحين النظر في هذه الوثيقة الوقفية المباركة نجد أنها -في بادئ النظر- ورقة مكتوبة، لكنها -حين التأمل- نواة "حوكمة الأوقاف" الذي ظلّ حاضرًا حتى يومنا هذا. وعندما نقرأ هذه الوثيقة، تتجلى لنا مبادئ ثمانية لا غنى عنها لكل واقفٍ أو ناظرٍ أو مستشار وقفي، وهي: ·       وضوح المقصد: فبدون مقصد محدد تصبح المصارف فضفاضة، ويفتح باب الاجتهاد الخاطئ؛ فيتعثر الوقف، ويضيع الأثر. ·       مرجعية مُعتمدة: فالوثيقة أصل فقهي، ومرجع نظام...

معالم وقفية: وصيةٌ أم وقف!

  وصيةٌ أم وقف! أوقفتُ عملي، واستدرتُ نحو قلمي لأكتب هذه الأسطر؛ لأن الضرورة الفكرية ألجأتني لتدوين الكلمات، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز. العملُ الذي أوقفته كان أيضاً سبباً في جذوة هذا المقال؛ إذ كنت أدرس وثيقة وصية وردتني فيها نزاع وشقاق، وهي الثالثة التي تصلني خلال هذا الأسبوع من الجلسات الاستشارية الوقفية.  والأسئلةُ المبدوء بها: لماذا يلجأ المحسنون إلى الوصية دون الوقف؟ أليست لهم رغبة في البحث عن الأجر الأعظم، والثواب الأدوم؟ ألم يدفعهم الحثّ النبوي على الوصية بكتابتها وإثباتها؟ أوَلَهُم رغبة في نفع ذريتهم، وصلة رحمهم، وامتداد أجرهم بعد موتهم في ميادين البر والإحسان المتنوعة؟ والجواب على كل تلك الأسئلة وغيرها: بلى، ولو تكلم أموات المُوْصِين لصاحوا بها! لا شك أن الوصية لها فضل عظيم لا يخفى، ولكن الوقف أفضل منها، وأجدر بتحقيق جميع ما في نفس الموصي وأكثر، فالوقف فيه اتباع لسنة النبي ﷺ وأصحابه -رضي الله عنهم-، فمن نظر في سيرهم وجد أن الوقف حاضراً في حياتهم، وظاهراً في مسيرة أعمارهم مقارنة بالوصية. كما أن الوقف في حياة المرء فيه مسارعة لرضا الله تعالى، ومسابقة...