مُثلّث ناظر! رؤية هندسيّة لنظارة مستدامة (1) تتنوع النظارة على الأوقاف بحسب عدة اعتبارات، كالثبوت الأصلي أو الفرعي، والصفة الطبيعية أو الاعتبارية، والفردية أو الجماعية، والإشرافيّة أو غير الإشرافيّة، والعامة أو الخاصة أو المطلقة أو النسبيّة، والمطلقة أو المقيّدة، ولكن جميعها تتوحّد في وظيفة النظارة ومسؤولياتها، والتي يُتفق على أنها في حفظ الوقف وحمايته، وتنفيذ شرط الواقف ومصارفه، وتثمير وترشيد غلّته وريعه، وأداء حقوق المستحقين. هذه الوظائف -بعيداً عن اعتبارات النظارة أو حجم الوقف أو نوعه- رئيسة لوقف يراد منه ما أراد الشارع من الاستدامة والأثر الباقي، والتي يجب أن تدار -بعد توفيق الله تعالى وإخلاص العمل له- بعقليّة واعية، ونظرة للمستقبل ثاقبة، وفكر استراتيجي متّزن، وأفق مدركٍ لمستقبل وقفي مستدام. هذا الوجوب الوظيفي للنظارة ألقى بظلاله عليّ لابتكار نموذج نظارة صالح لكل اعتبار أو حجم أو نوع وقفي، استعرته من قوة الأشكال الهندسية، واستقريته من ميدان أعمال النظار ومجالسها الناجحة، والذي جعلتُه في خمسة نماذج هندسية أولها: المثلّث؛ ليجعل من النظارة منهجاً متميزاً لفهم ال...